تطوير المحتوى الالكتروني

تطوير المحتوى الإلكتروني

يعد المحتوى الإلكتروني أحد أهم العناصر الأساسية التي تشكل بيئات التعلم الإلكترونية وأساليب تنظيمها والتفاعل معها. ونظرًا لأن التصميم الواحد للمحتوى لا يناسب جميع المتعلمين لاختلافهم في الأساليب المفضلة للتعلم، والفروق الفردية بينهم في مستوي الخبرات السابقة؛ فقد أصبح الاهتمام بتخصيص وتكييف المحتوى أمرًا ضروريًا من أجل توفير تعلم مرن يناسب جميع الطلاب ويراعي

الفروق الفردية بينهم؛ ومن ثم تحقيق أهداف التعلم.


وقد وصف باحثون المحتوى الإلكتروني بأنه  “المحتوى هو الملك” ذلك أن المحتوى الإلكتروني من أكثر نواحي التعلم الإلكتروني أهمية، وكلما كان المحتوى جيدًا، كانت عملية التعلم أكثر كفاءة. ولذلك فقد اهتم الكثير من الباحثين والمصممين التعليميين بتصميم وتطوير المحتوى الإلكتروني وأساليب عرضه في بيئات التعلم الإلكترونية، وكذلك أوصت بعض الدراسات السابقة والمؤتمرات بالاهتمام بإعداد المحتوى وتنظيم عرضه من أجل تحسين تعلم الطلاب وتحقيق الأهداف التعليمية. ولقد أشارت دراسة نادر شيمي إلى أن عملية تصميم المحتوى لا تقتصر فقط على تدعيم المحتوى بأكبر كم من الوسائط المتعددة، ولكن الأمر يتعدى ذلك بكثير، حيث يتعلق بأساليب وتقنيات حديثة يمكن توظيفها بفاعلية في إعداد وتطوير وتقديم المحتوى الإلكتروني.


وبالرغم من ذلك فعملية تطوير المحتوى مازالت ترتكز على أشكال محددة ونمطية، وأحيانًا رقمية تقليدية، في حين أن علماء وخبراء تكنولوجيا التعليم ينادون بتنوّع وتكيّف المحتوى التعليمي بحيث يكون مرنًا ويراعي الفروق الفردية بين الطلاب؛ ومن هنا ظهرت الحاجة إلى تطوير المحتوى الرقمي بشكل تكيفي يتوافق مع مستويات الطلاب المختلفة، ويراعي ميولاتهم التعليمية المتنوعة.

تعريف المحتوى الالكتروني :

يعرف المحتوى الإلكتروني بأنه “المصادر العلمية الإلكترونية التي تم إعدادها وصياغتها، وإنتاجها، ونشرها لممارسة الطالب مهارات البحث والحصول على المعلومات إلكترونيًا بأساليب إبداعية وتعاونية في بيئات التعلم الإلكترونية؛ لتحقيق التعلم إلكترونيًا باكتساب التغييرات السلوكية المناسبة للأهداف التعليمية”.

ويمكن تعريفه أيضًا بأنه جوانب التعلم المعرفية والمهارية لمقرر تعليمي يتم تصميمه وتطويره باستخدام الكمبيوتر وتطبيقاته المختلفة، ومن ثم نشره وعرضه للطلاب، ويتيح الحرية في التنقل والإبحار، فضلاً عن إمكانية الاختيار من بين بدائل متعددة لمصادر التعلم والوسائط التفاعلية حسب احتياجات كل طالب.

خصائص المحتوى الإلكتروني :

يتميز المحتوى الإلكتروني بمجموعة من الخصائص، والتي جعلت منه عنصرًا رئيسًا وهامًا من عناصر بيئات التعلم الإلكترونية، ومنها مايلي:

  • يتضمن وسائط متعددة تفاعلية تدعم عملية التعلم.
  • يوفر المزيد من الروابط التشعبية والمصادر الخارجية التي تثري التعلم.
  • غير مكلف ماديًا مقارنة بالمحتوى التقليدي الورقي.
  • سهولة تحديثه وتطويره في أي وقت.
  • يراعي الفروق والاختلافات بين الطلاب، حيث يتعلم كل طالب حسب سرعته الذاتية.
  • سهولة الوصول إليه في أي وقت ومن أي مكان.
  • إمكانية التكيف والتخصيص، وهذا ما يهدف كاتب التدوينة الحالية إلى توضيحة وتقديمه.

مراحل عملية تطوير المحتوى الالكتروني:

اولا:تحديد المحتوى المراد تطويره

2-مرحلة التحليل:وتتضمن العديد من الامور:

-تحليل خصائص الفئة المستهدفة

-تحليل الاهداف العامة للمحتوى

-تحديد وتحليل المحتوى

-تحليل المهام

ثالثا:مرحلة التصميم

تصميم السيناريو

تحديد الاهداف السلوكية

تحديد واختيار مصادر ووسائط التعلم

رابعا:التطوير:

ويتم هنا البداية في التنفيذ الفعلي للسيناريو التعليمي من خلال استخدام برامج التأليف والتصميم بهدف انتاج مصادر ووسائط التعلم وذلك من خلال اتباع مجموعة من الخطوات:

1-تصميم وانتاج مصادر ووسائط التعلم مثل اعداد ملفات الصوت ومونتاج الفيديو وتصميم واجهات المستخدم.

2-تأليف المحتوى ويأتي بعد الانتهاء من اعداد وتجهيز جميع المصادر والوسائط المتعددة.

3- ضبط التكيف وفقًا لتقنية العناصر والوسائط المتعددة التكيفية :
تعتمد تقنية تكييف المحتوى باستخدام أسلوب العناصر والوسائط المتنوعة على تقديم العناصر والوسائط المتشعبة Hypermedia ضمن صفحات المحتوى، ويكون لكل طالب الحرية في اختيار أي منها أثناء التعلم وفقًا لاحتياجاته وأسلوبه المفضل في التعلم، ولتحقيق ذلك يتم تضمين العديد من المصادر الإثرائية والوسائط المتشعبة مثل الروابط الخارجية Links، ملفات PDF، تصميمات ، مقاطع فيديو تفاعلية، وصور توضيحية، وتوظيفها بشكل مناسب ومنظم ضمن بنية المحتوى.
رابعا- إخراج ونشر المحتوى التكيفي :
بعد الانتهاء من تأليف وتكييف المحتوى يتم حفظه وإخراجه في شكله النهائي تمهيدًا لرفعه وعرضه عبر الإنترنت، وتوجد طرق متعددة لنشر المحتوى على الإنترنت.

خامسا: مرحلة التنفيذ وهنا يتم اعداد تعليمات استخدام المحتوى والعمل على تطبيقه على مجموعة من الطلاب ومتابعتهم وتدوين اي ملاحظات او مشاكل.

سادسا:وهذه المرحلة الاخيرة من عملية تطوير المحتوى حيث يتم فيها التحقق من كفاءة وصدق المحتوى ومدى صلاحيته للاستخدام والتعميم والقيام باجراء تعديلات بحيث يتم تحسين المحتوى من خلال عرضه على مجموعه من المحكمين لمراجعته وابداء رأيهم فيه وبعد ذلك يتم الوصول الى المحتوى الالكتروني المطور.

 

التسجيل في الدورة